قصة ذو النيتين وغربان البئر
تحكي القصة عن شاب نشأ مع والدته التي غرست في قلبه وصية ثمينة: "إيّاك أن تثق بصاحب نيتين". وبعد وفاة أمه، خرج في رحلة بحث عن ذاته، ليصادف رجلًا جريحًا ادّعى الحاجة والصدق. لكن مع مرور الأحداث، تنكشف خيانة هذا الرجل ذو الوجهين، ويترك الشاب عالقًا في بئر الموت. غير أن الأقدار تحمل للشاب مفاتيح النجاة عبر غربان تتحدث، فتقوده المعرفة إلى كشف أسرارٍ غامضة، وإنقاذ ابنة شيخ مسحورة ومدينة جف ماؤها. وبالصدق والإيمان يُكرم الشاب بالنجاح والجاه، بينما ينال "ذو النيتين" نهاية مأساوية في نفس البئر الذي خان عنده، جزاءً وفاقًا.
قصص طويلة
واحة الحكايات والقصص
يحكي انه كان هناك شاب يعيش مع والدته وكانت دائما توصيه بلا يثق في اي شخص ذي نيتين فقال لها كيف لي ان اعرف ان له نيتين يا امي قالت عندما تكون مع شخص ويأتي شخص اخر ويتحدث معه جيدا وعند فراقه يقول عنه ما ليس فيه هذا الشخص لا تثق فيه فربما يقول عنك ما ليس فيك وبعد فتره ماتت امه فحزن عليها كثيرا وبقي في البيت وحيدا يعاني مراره الفراق فقرر ان يبيع البيت ويرحل فاشترى بعيرا وسلاحا واخذ باقي المال وسافر وفي الطريق التقى برجل مصاب مكسور الساق يكاد يموت من العطش فنزل من على ظهر البعير واسقاه الماء وفك عمامته وربط ساق الرجل وحمله على البعير وسارا في الطريق واثناء رحلتهما اخذ يتجاذبان اطراف الحديث فسال الشاب ما الذي اصابك وكيف اتيت الى هنا فقال الرجل كنا في غزوه وانهزمنا واصبت في ساقي وهرب عني اصدقائي واثناء سيرهم التقوا برجل عجوز فاقترب منهم وكان يعرف الرجل مكسور الساق جيدا فساله ما الذي اصابك اتريد المساعدة فابتسم في وجهه وشكره وقال للشاب هذا الرجل من الاولياء الصالحين واذا اتى احد وطلب منه شيئا لن يكسر بخاطره ولما ذهب العجوز ظل الرجل يسبه ويلعن فيه فتذكر الشاب وصيه امه عندما قالت له لا تثق في احد ذو نيتين اخذ الرجل المكسور يسال الشاب عن حاله فاخبره بانه شاب مهاجر في ارض الله وقال امي كانت توصيني دائما الا اثق في احد ذو نيتان فقال الرجل انا ذو النيتين فضحك الشاب وسار معه حتى وصل الى بئر في الصحراء قال الرجل مكسور الساق دعني انزل واجلب الماء قال الشاب لا يا رجل انت مريض ومكسور الساق انا من سأنزل فقط اربط الحبل في عنق البعير وانزلني في البئر لأملأ القربة فترتوي انت اولا وفي الثانية لسقي البعير فنزل الشاب حتى وصل ركوه البئر فقطع ذو النيتين الحبل وسقط الشاب في قعر البئر فنادى الشاب يا فلان الحبل رد الرجل انا اخبرتك من البداية ان لي نيتين فقال الشاب خذ البعير والسلاح والمال لكن اخرجني من البئر قال الرجل لتقتلني قال اعطيك عهد الله ان لا اقتلك قال لا ومشى ذو النيتين تاركا الشاب في قاع البئر وهو يتذكر مقوله امه ان لا يعاشر ذوي النيتين فلما حل الظلام وانتصف الليل حط غرابان اسودان على طرف البئر يتحدثان مع بعضهما فقال الغراب الاول هل تعرف ابنه الشيخ فلان قال الغراب الثاني نعم قال اتذكر تلك البنت الجميلة التي تقدم لخطبتها الالاف من خيره الرجال ورفضتهم قال اذكر اني سمعت هذا قال عملت لها سحرا عظيما فأصبحت كالمجنونة تقطع ثيابها وتصيح طول الوقت ولم يتقدم لخطبتها احد حتى اليوم وفك هذا السحر بسيط يقرؤون الفاتحة سبع مرات في ماء ويسقونه للبنت فتشفى بإذن الله قال الغراب الثاني انت لم تصنع شيئا يا صديقي هل تذكر مدينه الشيخ حرب المشهورة بالخضرة والمزارع والماء صنعت لها سحرا عظيما فجف ماء الابار وهي الان خاويه على عروشها لا يسكنها احد واغلقت الماء بمجمع العيون في البئر الذي يقع تحت الجبل ومنه تنبع كل العيون فاصبح جافا قاحلا وفك السحر جدا بسيط يقرؤون خواتيم سوره البقرة والمعوذتين في ماء ويصبونه على منبع الماء فينفك السحر ويعود الماء يتدفق من جديد وكان الشاب في اسفل البئر يسمع حوارهما وهي اشاره على ان الجن لا يعلمون الغيب طلع الصباح فطارت الطيور ومرت قافله بالبئر فانزلوا دلوهم بالبئر فاخذ الشاب الدلو فقطعه قالوا ربما جيلان البئر قطعت الحبل فأنزلوا الدلو الثاني فقطعه والثالث فقطعه قال كبير القافلة والله ان البئر فيها بلاء غريب من ينزل ليأتينا بالخبر اليقين فتشجع احدهم ونزل فلما اقترب من ركوه البئر فإذا بالشاب يستغيث فقال له الرجل من انت بالله أأنت من الجن ام الإنس فقال يا اخي انا إنسي وقصتي كذا وكذا فقال لماذا قطعت الدلو قال الشاب لو تعلقت بالدلو ورأيتموني لخفتم مني وتركتم الحبل وهربتم فاسقط واموت دعوني اسقي لكم الماء وساعدوني على الخروج منه فخرج الشاب وقص عليهم قصته قالوا الى اين انت ذاهب؟ قال الى مدينه الشيخ حرب ومدينه البنت المسحورة فقالوا اننا في طريقنا اليها كن بصحبتنا فلما وصلوا كان من يستقبل الضيوف هو شيخ القبيلة فلما نزلوا عنده واكرمهم سمع الشاب صياحا في البيت قال يا شيخ ما الامر؟ قال هذه ابنتي مريضه اصابها بلاء منذ اربع سنوات ولم اجد حكيما ولا طبيب الا وطرقت بابه لعلاجها لكن دون فائدة قال ما مكافاة من يجعل ابنتك تتعافى قال له ما يريد وزياده فقال الشاب أتزوجني ابنتك وتعطيني ما أبدأ به حياتي فقال أبشر لك ما تريد قال اتني بقدح ماء وكانت البنت تصرخ وتمزق ثيابها فقرا به ورش عليها واسقاها فاستفاقت واخذت تتستر ودخلت عند النساء فشفيت بإذن الله فقال أبوها للشاب اطلب ما تريد وانا علي تنفيذه فقال مالا وتزوجني اياها فقال ولك مني بيت بجواري ايضا قال لا انا اريد راحله تحملنا الى المدينة التي جف ماؤها قال تقصد مدينه الشيخ حرب ماذا تريد من بلد ميت ليس فيه ماء قال لي حاجه هناك فاخذ زوجته معه ورحل فلما وصل المدينة وجدها ارضا جرداء قاحله ليس فيها سوى ثلاثة بيوت مسكونه والبقيه هجرها أهلها بسبب الجفاف لانهم كانوا يجلبون الماء من مكان بعيد فذهب الى بيت شيخ المدينة المهجورة وقال ماذا اصاب هذه البلدة قال كانت غنيه بالماء والخيرات ومنذ اربع سنوات اصابها قحط وجفت مياه الابار وهي الان كما ترى فقال ما جزائي ان ارجعت ماء الابار كما كانت فقال لك ما تريد ولا اظنك تقدر فقال اريد مزرعة ومالا وبيتا اسكنه فقال لك ذلك فقال الشاب اين البئر الرئيسي مجمع العيون فقال هناك واشار الى مكانها قال اتني بقدح ماء فقرا عليه وصبه على منبع الماء فانفجر الماء كما كان قبل اربع سنوات وعاد الخير وكان للشاب ما اراد وبدا يشتغل في مزرعته وعاش عند الشيخ واهل المدينة الذين عادوا من جديد ليعمروا ما هجروا وفي يوم من الايام جاء رجل ضيفا فاذا هو ذو النيتين فعرفه الشاب وقال فلان هل تذكرني فقال ذو النيتين لا قال انا الشاب ذو نيه واحده الذي تركته في البئر قال الرجل: اصبحت في هذا الحال؟ فقص عليه القصة كامله فخرج ذو النيتين مسرعا فقال الشاب الى اين؟ قال الى البئر قال يا رجل انتظر وفي الصباح توكل على الله قال والله لا ابيت الا في البئر الليلة فذهب ذو النيتين فلما وصل ركوه البئر وحل اخر الليل فاذا بالغرابين يحطان على حافه البئر لانهما يجتمعان عند هذه البئر كل نهاية عام هجري فأخذا يتحدثان قال الغراب الاول فلان هل علمت ماذا حل بابنه شيخ قبيله كذا لقد انفك السحر عنها قال الاخر وانا سحري ايضا انفك وعادت المدينة كما كانت قال والله يا فلان اظن انه عندما كنا نتحدث في تلك الليلة من السنه الماضية كان شخص ما في هذا البئر يتنصت علينا ما رايك بان نردم هذه البئر المشؤومة فردموها فوق راس ذي النيتين وهكذا كانت نهاية ذو النيتين
لمشاهدة القصة على اليوتيوب


